5 خطوات لنشر الابداع والابتكار في شركتك

جدول المحتويات

مع تحفظي الشديد على مصطلح الابداع والابتكار لأنه أصبح كثيراً ما يستخدم في غير محله، خصوصاً في عالمنا العربي.

إلا أنني آثرت استخدامه هنا لأن هذه الخطوات التالية قد تكون مقدمة لخلق بيئة حاضنة للإبداع، إذاً ما هو الابداع ؟ وكيف نحفزه ؟

الكثير من المدارء اليوم يسعون لإضفاء الإبداع في أعمالهم، لكنهم يعلمون أن الأمر ليس سهلاً.

لأن أول شروط الإبداع هو أن يعمل موظفيك خارج الدوائر المعهودة، وأن يخاطروا بالكثير من أجل خلق وإثبات الأفكار الجديدة.

التي في أغلبها تكون فاشلة، الأمر الذي يضر كثيراً بمسيرة الموظفين المهنية، هذا بالطبع إن لم يتعرضوا للعقوبة أو الاقصاء نتيجة فشلهم.

فهذا ما يجعل الكثير من المدراء مع موظفيهم يلتزمون بلوائح مؤسساتهم دون أخذ أي مخاطرة أو تفكير جديد على عاتقهم، ما يضر في النهاية بهذه المؤسسات نفسها.

قلة الوقت وضغط العمل أيضاً يلعبان دور كبير في تحجيم أي نية فعلية للخروج عن المألوف.

فيعمد الكثير من المدراء مع موظفيهم إلى انجاز أعمالهم اليومية دون أي تفكير في التطوير، وذلك لضياع كل جهودهم في أعمالهم الحالية.

الابداع والابتكار

حسناً، لا تقف دورة الحياة عند هذه المعيقات، بل عادة ما تبحث الشركات والمؤسسات عن حلول لتوليد الإبداع بداخلها، لا من أجل الرفاهية.

لأنها تعلم يقيناً أهمية الابداع وانعكساته، فهو جسر العبور إلى المستقبل بالنسبة لها، وإلّا فإنها قد تخرج من السوق وتبتعد عن المنافسة.

وهذا في الحقيقة ما تعاني منه المؤسسات الحكومية، فإنك قلما تجد أي نوع من انواع الابداع فيها (على الأقل العربية منها) وذلك لكون الموظفين يتمتعون بأمان وظيفي عالي نسبياً .

ولا يوجد ما يدفعهم للابداع أصلا، على عكس مؤسسات القطاع الخاص التي يجب عليها أن تبحث عن حلول مبتكرة كل يوم لتحافظ على مركزها في السوق وأن تتقدم فيه.

5 خطوات لنشر الابداع والابتكار في شركتك

1. حفز جميع موظفيك

ليأخذ كل منهم فكرة جديدة على عاتقه من أجل تطويرها وإثباتها مع تقديم كل ما يلزم من موارد لهم لتمكّنهم من النجاح (طبعاً في حدود المعقول والإمكانات).

وكافئ هؤلاء الأشخاص الذين يسعون وراء التطوير والتجديد بأفكار وطرق جديدة، وعالج أسباب فشل موظفيك بطرق إيجابية.

وكن في صفهم معنوياً ومادياً، وتذكر دوماً أن موظفيك سيتعلمون من الفشل أكثر بكثير مما يمكنهم تعلمه من النجاح.

فلا تنظر إلى التجارب الفاشلة على أنها إهدار لموارد المؤسسة، بل أنظر للأمر بمنظور أنك منحت موظفيك دورة تدريبية عملية على حساب المؤسسة.

2. أنشأ سياسات جديدة لتحفيز الإبداع

احدى سياسات شركة فيدكس لتحفيز الابداع والابتكار لدى موظفيها أن خصصت يوم واحد في الشهر تسمح فيه لموظفيها بعمل على أي شيء يريدونه.

شركة جوجل معروفة بقاعدة 20% من وقت عمل موظفيها مخصص ليقوموا بالعمل على أي مشروع يختارونه هم بأنفسهم بعيداً عن أعمالهم اليومية الرسمية وهو ترسيخ فعال يعبر عن مفهوم الابداع بشكل عملي.

إن لم تستطع تطبيق هكذا سياسات، فيمكنك تطبيق ذلك على مستوى المشاريع على الأقل، سيدهشك مدى نجاح هذا الأمر.

كأن تخصص وقتاً (يوم إلى 3 أيام) لفريقك القيادي بعيدًا عن أجواء المؤسسة ليقوموا بالتفكير وإيجاد حلول بعيدة كلياً عما يقوموا به يومياً.

اقرأ ايضاً: 6 كيفية تنمية الابداع لتوليد افكار جديدة

3. إجعل الإتصال مفتوحاً مع الجميع

تواصل دائماً مع موظفيك الذين يحاولون الخروج بأفكار ورؤى جديدة، ولاتضع قيوداً عليهم، دع طرح الأفكار أمراً مفتوحاً للجميع.

فهؤلاء الموظفين مع أفكارهم الجديدة بحاجة إلى تواصل مكثف، مناقشات، توجيهات، وربما بعض التعديلات منك بصفتك ترى صورة أكبر من تلك التي يراها موظفيك.

4. الحث والمثابرة على الإبداع

فليس بمجرد إعلانك عن فتح باب الإبداع، أن يعني الأمر أنك ستحصل على أفكار ومشاريع جديدة، فهذا لا يحدث على أرض الواقع، يجب أن تعي أن هناك مرحلتين أساسيتين لذلك:

  1. المرحلة الأولى: أن تترسخ ثقافة الإبداع بين موظفيك (وهذا ليس بالأمر الهين)، بأن تصبح الأفكار الجديدة وتجربتها وأثباتها أمر ثابت يجب القيام به بشكل يومي.
  2. المرحلة الثانية: أن يبدأ موظفيك فعلاً في التفكير خارج الصندوق، ثم الانتقال إلى مرحلة التجربة والخطأ (التي عادة ما تأخذ وقتا).

ثم مرحلة التطوير والتحسين، ثم مرحلة الاختبار والتطبيق الحقيقي، فيجب عليك أن تكون صبوراً وفي نفس الوقت حاضراً في جميع هذه المراحل.

5. كن واقعياً

وهذا أمر في غاية الأهمية، فلا تطلب من موظفيك الابداع والابتكار وتجربة كل جديد، مع رفض أي نوع من أنواع الفشل.

في هذه الحالة لن تجد من موظفيك أي حماس تجاه مساعيك الجديدة (الغير منطقية)، هذا علاوةً على فقدانك لمنطقيتك واتزانك أمام موظفيك وفي النهاية احترامك.

من الحيوي جداً السماح ببعض الفشل، ففي بعض الشركات التي تسعى وراء الإبداع، أطلقت مفهوم “الفشل الذكي“ على مشاريع التطوير لديها لعلمها بأن بعض المشاريع قد لا تنجح إلا بمعجزة.

ويمكنكم الاطلاع على الاهداف الذكية ، المدير الناجح ليس بغضوب ، كيف تتواصل بشكل فعال مع الآخرين لمزيد من الفائدة.

Ammar Jabakji

عمار جبقجي Ammar Jabakji

مؤسس موقع Rokkey مطور ويب وتطبيقات Full-stack Developer ,حاصل على ماجستير في نظم المعلومات الإدارية. زيارة الموقع الشخصي.