كيف أنتقل من موظف عادي إلى رائد أعمال
جدول المحتويات
هذه المقالة تشرح كيف تصبح رائد اعمال ناجح من خلال خلاصة من تجارب الكاتب وخبرته عن طريق اتباع مجموعة من الخطوات والنصائح.
العمل لكسب الرزق هو أمر يأخذ 35% من يومنا على الأقل وما تبقى من يومنا نقضيه في أمور أخرى ومن ثم النوم.
لمّا كان 35% من حياتنا تُستَهلك بهذا الشكل من أجل العمل فكان من الطبيعي لأي منّا البحث عن أفضل الأماكن للعمل وأفضل الحرف التي تناسب تطلعاتنا.
نضيف إلى ذلك أننا لسنا مسؤولين عن أنفسنا فحسب, ربما نحن لدينا عائلة وأولاد, ربما آباء شيوخ أو إخوة أو أخوات وما إلا ذلك, وهذا ما يجعلنا أيضاً نفكر في العائد المادي, ونحاول زيادته بشتّى الوسائل والطرق المتاحة.
الناس بطبيعتها تنقسم إلى قسمين أساسيين من ناحية مفهوم التبعية ضمن العمل:
أناس يرغبون في العمل كموظفين ويحاولون جهدهم لتنمية مهاراتهم والترقية في الوظيفة. أناس لديهم الرغبة في بناء مشاريعهم الخاصة وتنميتها. في كلتا الحالتين لدينا العديد من نماذج الناجحين ممن قدمو الكثير للبشرية وفي الوقت ذاته استطاعو تحقيق استقرار مادي لحياتهم وخدمة من حولهم.
لكن إذا كان أحدنا موظف في شركة ما أو عمل حِرَفي ما, وأراد تغيير مساره المهني ليكون هو صاحب مشروع أو عمل تجاري يديره بنفسه, ما السبيل لذلك؟ كيف يبدء؟ وما هي الخطوات البسيطة والعملية لذلك؟
جاءت هذه المقالة لتجيب عن هذا التسائل كيف تصبح رائد اعمال بدرجة من البساطة مع ملامسة لصيقة للواقع والحياة العملية بغض النظر عن مكان العمل أو الدولة أو طبيعة الحياة. إن قرارنا بتغيير نمط حياتنا العملية من موظف إلى رائد أعمال قد يأتي نتيجة عوامل عديدة مثل:
الرغبة في تحصيل دخل مادي أفضل من الوظيفة. الرغبة في الحصول على حرية أكثر من كوننا مرؤوسيين تحت قيادة شركة ما. الرغبة في المساهمة الفعالة أكثر لبناء مجتمعاتنا وحل مشاكله. الرغبة في ممارسة أمور نراها مناسبة وممتعة أكثر من عملنا الحالي. بناء قصة نجاح تجعلنا مشهورين وقدوة للكثيرين. وهناك العديد من الأسباب الأخرى قد تخطر لبالنا, لكن ما هو الأمر المهم الذي ينبغي الوقوف عنده قبل المضي قدماً؟
أن تكون موظف وتريد الإنتقال لتكون رائد أعمال ناجح وصاحب مشروع تجاري مربح هو أمر صعب للغاية ويفشل فيه الكثيرون كما نعلم جميعاً.
إنه تحدي كبير وبحاجة لهمّة عالية وجهد منظّم وملتزم ولا مكان للكسلاء في هذا المجال.
مهما كانت رغبتك التي جعلتك تفكر في الإنتقال من وظيفتك إلى بناء مشروعك الخاص, دع هذه الرغبة جانباً وكن متيقظاً لما هو آت, ما هو آت ليس الفرح والسرور والرضى مع الراحة والمال الكثير, إنما هو الإلتزام والعمل الجاد والنشاط وتفعيل الذكاء والحنكة ومواجهة العقبات حتى الوصول للغاية المنشودة.
إذا كنت لاتزال مصّراً على المتابعة في ذلك, فإليك بعض الحقائق التالية:
قد تعتقد أن لديك فكرة جبّارة قد تغير وجه العالم, جميل جداً لكنك لست الوحيد بين 7-8 مليارات إنسان من يمتلك هذه الفكرة. قد ترى في نفسك أنك الأفضل بين الجميع وتستحق أن تكون في القيادة, ممتاز ورائع, لكن نسبة أن تكون مخطأ في ذلك كبيرة جداً, أنت لم تخوض فعلاً في ريادة الأعمال وترى إمكانياتك مقارنة بالآخرين. أنت ترى أنّ لا أحد غيرك سيقوم بما ستقوم به, حسناً انت مخطأ بنسبة مئة بالمئة. ترى أنك مؤهل علمياً وعملياً بشكل عالي من أجل قيادة مشروعك, آسف عزيزي, القليل جداً من هم كذلك, وقد لا تكون واحد منهم بعد. قد ترى أن مشروعك على أسوئ تقدير يحتاج إلى أشهر معدودة أو ربما سنة واحدة على الأكثر, وبعدها سيكون جاهزاً وسيصعق العالم بأكمله بخبر نجاحك وتفوقك, أتمنى ذلك من كل قلبي ولاشيئ مستحيل, لكن الأرقام والإحصائيات تتكلم أن الأمر بأفضل أحواله يحتاج لأكثرمن ذلك. هناك المزيد الذي يمكن قوله هنا, ولكن أكتفي بهذا القدر من الحقائق.
إذاً, هل نحن متشائمون بعد قراءة هذه الحقائق التي لا يختلف عليها أي رائد أعمال مخضرم؟
الجواب: لا على الإطلاق, نحن لسنا متشائمين ولن نكون كذلك أبداً, ولكن معرفة هذه الحقائق تجعل منّا أناس واقعيين يخططون بشكل أقوى وأفضل.
هل هناك أمثلة على أناس كسرو الحقائق السابقة؟
نعم هناك أناس كسرو ما تم ذكره وحققو الكثير من النجاحات, ولكنهم قلائل جداً ولا يمكن إدراجهم كحالات مدروسة يمكن إتخاذها كمثل أعلى.
الآن نحن أصبحنا أناس واقعيين وواعين تمام أن الأمر يحتاج لتجهيزات عديدة, لن نقوم أبداً بقتل الحماس الذي بداخلنا ولكننا سنقوم بتوجيهه وترشيده دون الإنجراف وراءه بشكل طائش وعشوائي.
ثلاث أمور قم بامتلاكها وستكون في آمان لبناء مشروعك :
-
المعرفة النظرية: عليك أن تكون مدرك تماماً لما يسمى القيام بمشروع ناشئ وبكافة تفاصيله ومراحله.
-
الخبرة العملية: ينبغي أن تكون ذو خبرة عملية جيدة قبل الشروع في أي عمل جديد مما يوفر عليك هدر المال والوقت.
-
التمويل الكافي: بدون تمويل واضح المعالم وكافي, سيكون مشروعك في خطر كبير.
دعني أخي القارئ العزيز أقوم بمساعدتك على اكتساب هذه النقاط الثلاثة المذكورة أعلاه, سأقوم بشكل مختصر برسم طريقة سريعة لذلك مع الخطوات اللازمة.
قبل البدء أريد أن أخبرك أن هذه المقالة تعبّر مباشرة عن خبرتي المتراكمة ومعرفتي المتواضعة وليست بالضرورة أن تكون صحيحة مئة بالمئة, خذ ما تراه مناسب لك ولا تعتمد على مصدر واحد من المعلومات.
تمهيد:
إذا أردت أن تخوض إحدى المعارك الحربية وأنت لست مقاتلاً مدرّباً, فماذا ستفعل؟ بالتأكيد ستقوم بالتعلم النظري والتدريب العملي ومن ثم الحصول على الأدوات القتالية وأخيراً الاتجاه إلى أرض المعركة, وهذا ما سنقوم به الآن.
خطوات الإنتقال من موظف إلى رائد أعمال :
- إذا كنت تعمل في شركة كبيرة جداً, حاول أن تنتقل إلى شركة صغيرة ناجحة: في الشركات الكبيرة لن تتعلم الكثير فأنت بمثابة قطعة صغيرة في ماكينة ضخمة, في الشركات الصغيرة الناجحة سيكون لديك الفرصة لتكون على تماس مباشر لكل أقسام ومراحل العمل وستتعلم الكثير من فريق العمل وستراقب كيف يديرون أعمالهم ويتجاوزون التحديات.
- إذا كنت تخطط لترك عملك من أجل مشروعك فلا تقم بذلك لطفاً: البقاء في عملك لا يعني البقاء للأبد ولكن مكان عملك هو مدرسة تتعلم منها الخبرات وهي تعطيك المال بدل أن تدفع لها أنت.
- إنتقي مكان عملك بعناية: حاول أن تطور مهاراتك لتعمل في القسم أو الشركة التي تعمل بمجال قريب من مجال مشروعك الجديد.
- غيّر نقاط اهتمامك وتركيزك: إفتح عيونك وأذنيك كما لم تفعل من قبل, لاحظ كل ما يجول حولك ضمن مكان عملك, لم يعد الأمر غير مهم بالنسبة لك, أصبح كل شيئ مهم بالنسبة لك لكي تتعلم من فريق العمل حولك, راقب موظفي التسويق والمبيعات, راقب قسم التطوير والإنتاج, شاهد كيف تتم إتخاذ القرارت, وتعلم كل ما تستطيع تعلمه.
- تعلم معنى مايلي: إدارة الأعمال – ريادة الأعمال – التسويق والمبيعات – أنواع التسويق – إدارة المشاريع – المشاريع الناشئة.
- قم بقراءة هذه الكتب الثلاثة: ريادة الأعمال الملتزمة – لين ستارتآب – إدارة الأعمال الشخصية.
- قم بحضور دورات تدريبة عن بعد ضمن مواقع التعليم الإلكتروني مثل coursera.org أو udemy.com أو غيرها واحصل على تعلم مكثّف وسريع لتنمية قدراتك في ريادة الأعمال.
- إبدأ من الآن بزيادة شبكة علاقاتك وتنميتها, قم بحضور اللقاءات أو الأحداث المهمة المتعلقة بمجال مشروعك أو فكرته, كلما بنيت شبكة علاقات أفضل, كلما كانت مهمتك في مشروعك أسهل.
- قم بكتابة خطة مصغّرة لتنفيذ ما سبق ضمن فترة زمنية محددة وكن ملتزماً قدر المستطاع ولا تترك الأيام تدور مسرعة بدون تحقيق أهدافك.
- حدد كمية التمويل التي تريدها وقم برسم خطة واضحة تضمن لك تمويلاً جيداً عند البداية, هل وفرت بعض المال سابقاً, هل ستأخذ قرض من البنك أم أن العائلة حولك ستساعدك …الخ.
- غير وعدّل نمط حياتك بالقيام بحذف أي شيئ يستهلك وقتك بدون فائدة, من الآن أنت إنسان منظم يستغل كل ثانية في حياته.
- من الآن يمكنك أن تكون إجتماعياً أكثر, الإنسان الإنطوائي لا يستطيع أن يفتتح مشروعاً جديداً.
- إسأل واستشر دوماً فالأمر يستحق العناء.
- إذا كنت ترى أن مكان إقامتك بالفعل يشكل عائقاً في وجه مشروعك, لا تتوانى أبداً بتغييره, فإن لم تستطع فأوجد حلاً لذلك ولا تدع الأمر يمر بدون حلول.
- بعد ذلك كله يمكنك البدء بمشروعك الشخصي ولكن لا تترك عملك كموظف وإنما خصص وقتاً لمشروعك خارج أوقات دوامك.
- إبحث عن شريك جيد ومخلص في عمله ولديه نفس الدوافع القوية للعمل بجهد معك.
- حافظ على معدل عمل يومي 8 ساعات للمشروعك الخاص, على سبيل المثال إذا كان عدد المؤسسين أربعة أشخاص فهذا يعني أنه على كل شخص العمل يومياً ساعتين على الأقل لنحصل على مجموع 8 ساعات.
- راجع سلسة مقالاتي عن كيفية نقل الفكرة إلى مشروع تجاري مربح من هذا الرابط.
- إذا أتيح لك الإنضمام إلى أحد حاضنات ريادة الأعمال فلا تتوانى في ذلك واذهب مسرعاً.
- لا تكن مغروراً وكن واقعياً مع الحفاظ على الحماس والإلتزام.
- لا ترسم توقعات غير واقعية وإلا ستصاب بخيبة أمل كبيرة.
- لا تتكبر وتعلم من خبرات الآخرين قدر المستطاع, فكل كلمة من خبير قد توفر المال والوقت الكثير.
- هذا ما عليك فعله كبداية, فيما بعد ستكون الأمور أوضح بالنسبة لك وستكون قادراً على توجيه خططك وخطواتك.
إذاً ما تعلمناه في هذه المقالة:
للإنتقال من العمل كموظف إلى العمل كرائد أعمال يمتلك مشروعه الخاص كان لابد لنا أن نغير مفاهيمنا ونمط حياتنا تماماً قبل البدء بأي خطوة, كما يجب التعلم النظري والعملي فيما يتعلق بريادة الأعمال وبأقل التكاليف حتى نضمن نجاحنا بدون هدر الكثير من الوقت والمال.
كما أصبح لدينا واضحاً جداً أن الطريق ليس بالمستحيل ولكنه ليس بالسهل الجميل, إنه مليئ بالتحديات لمن أرد خوضه فعليه أن يكون ذكيا ملتزما ومحترما للوقت والأولويات.