تعلم مهارات التقديم من خلال تعلم السباحة

جدول المحتويات

لتعليم السباحة ، يقوم المدربون بتعليم المتدربين المهارات الأساسية على عدة مراحل . يكون أول درس خارج الماء جانب حوض السباحة حيث يتعلم المتدربون كيف يحركون أيديهم و أرجلهم . بعد ذلك ينزلون إلى طرف الحوض ،عند الجانب السطحي لحوض السباحة وينفذون حركة الأيدي ومن ثم حركة الارجل كلاً على حدى ، وبالرغم من وجود تلك الأدوات التي تساعد على الطفو على سطح الماء ، فإن المبتدئين لا يستخدمونها أثناء التدريب بل يختارون أن يسبحوا في المياه السطحية ومع الوقت ينزلون إلى المياه العميقة وينتهي بهم الأمر في البحيرة أو المحيط . الفكرة الأساسية من هذه الطريقة في التدريب هي تفكيك المهارة الى أساسياتها ومن ثم تعلمها تدريجياً كلاً على حدى ثم ربط الاساسيات مع بعضها ، أي عدم استخدام وتعلم جميع الأدوات والمهارات دفعة واحدة بنفس الوقت بل يتم الانتقال بينها تدريجياً من مرحلة إلى مرحلة . هذه الطريقة تنفع لتعلم السباحة – كما كل الرياضات – وتنفع أيضاً في تعلم مهارات التقديم .

خلال سنوات عملي تعلمت أن أدرب مهارات التقديم من خلال تطوير المتدربين عبر مراحل تدريجية ، وبطريقة مشابهة جداً يقوم مدرب السباحة بتوصيل مهارة السباحة لمتدربيه ،هذه الطريقة تعطي المحاضر نتائج غير متوقعة في بناء وتحضير عرضه .

خلال جلسة التدريب على مهارات التقديم ، نبدأ بتفكيك المهارة وذلك باستبعاد التدريب على الشرائح “العروض التقديمية” من الجلسة ، الدافع لهذه العمل يأتي من فكرتين : للتقليل من درجة تعقيد الجلسة والتمارين “كتدريب السباحين أول الدورة على الأرض جانب حوض السباحة” للتأكيد على أساسية حضور المحاضر وأهميته ولفت الانتباه إلى أنه مهم أكثر من الشرائح

وكما تتضمن دروس السباحة تكرارً للتمارين والحركات ، كذلك يحدث الأمر ذاته في التدريب على تقديم المحاضرات حيث نطلب من المتدربين تكرار طبقات صوت معينة عدة مرات ، المنفعة هي أن المتدربين يحسّنون من اسلوبهم في الالقاء والكلام و يطورون من مهاراتهم في توصيل افكارهم بنفس الوقت ,، ويحدث ذلك للسببين التاليين : التعبير والتحدث بجمل معينة وبشكل متكرر يخلق ألفة مع المحتوى و بالتالي طلاقة في القائه عندما لا يعتمد المحاضر على الشرائح يستطيع أن يضع جل تركيزه على المحتوى الذي سيلقيه وكيفية القاءه.

نعود للشرائح ،معظم العروض التقديمية في هذه الأيام تعوّق المحاضر أكثر من أن تساعده بسبب تصميمها وطريقة إعدادها . جميع تعقيدات الشرائح الشائعة تجبر المحاضر على قراءة المحتوى بسرعة أو في أسوء الأحوال أن يقف ويقرأهم حرفياً ، بالإضافة إلى ذلك تقوم تلك الشرائح المعدة بطريقة سيئة بتقسيم المحاضرة وجعلها غير متسلسلة لأن كل شريحة تعرض جزء من فكرة المحاضرة بشكل فردي و قد تكون غير مرتبطة بالشرائح التي تليها أو تسبقها ، فعندما نقوم بإقصاء الشرائح من التدريب ، يركز المحاضر على القصة ويستطيع وضع النقاط على الحروف وأن يشرح الفكرة التي يريدها بطريقة تدريجية .

طبعاً من غير المفضل أن لا تستخدم الشرائح بشكل كامل في المحاضرة ، ولكن لا تستخدم الشرائح كباقي الناس بشكل طائش ، بل عليك أن تستخدم شرائح مصممة بشكل بسيط و الهدف منها أن تقدم لك العون في شرح فكرتك وتساعدك على تمكين دورك كمحاضر .

في جلساتنا التدريبية نستخدم الشرائح في التمارين و هذا تماماً ما يحدث عند نزول السباحين إلى الماء بعد عدة جلسات ، حيث يتم تحسين كل مهارة على حدة و بالنهاية يقوم المتدرب باستخدام كل المهارات التي تعلمها عند إعداده لأول محاضرة له.

تستطيع أن تفكك وتعيد بناء عملية إعداد المحاضرة باتباع الخطوات التالية:

  1. قم بوضع قصتك “المحتوى” بطريقة منطقية تسلسلية لقصها .
  2. صمم شرائحاً تساعدك على توضيح القصة مع استخدم العناصر البصرية الجذابة.
  3. ادمج بين قصتك والشرائح ،اجلس امام حاسبوك وقم بتوزيع المحتوى على الشرائح ولا تعطي أهتمام لما عليك أن تتحدث به أمام الجمهور أوكيف ستكون حركاتك وطبقة صوتك .
  4. قم بالتمرن بغرفة الاجتماعات وقدم المحاضرة كما لو أن القاعة ممتلئة بالحضور ،هنا ركز على تواصلك مع جمهورك بالأعين ،نغمة صوتك ، طريقة وقوفك بينهم ،وحركات يديك .
  5. قم باختبار الزي الذي سترتديه مع زملائك أو اصدقائك .
  6. أخيراً قم بالغوص في الماء واسبح كالسمكة .
محمد غريب

محمد غريب

خبير في التسويق الالكتروني. حاصل على الدكتوراه في التسويق، خبرة في التسويق لمدة 10 سنوات.