قصص وحكم من الشركات التقنية

جدول المحتويات

سنقوم بعرض مجموعة من القصص التي حدثت مع الشركات التقنية مثل أبل وجوجل وسامسونج ومايكروسوفت وغيرهم،و الحكمة من وراء كل قصة

تطور وإلا ستموت

القصة: في منتصف عام 2005 كانت نوكيا هى المسيطرة على عالم الهواتف التقليدية، وشركة بلاك بيري في الهواتف الذكية، ووصل الأمر إلى حد الثقة التامة في قيادات الشركتين، فلم تعبأ بلاك بيري بهذا “الآي فون” الصاعد، كما رفض رئيس نوكيا عرض “أندي روبن” بتبني نظامه الجديد “الأندرويد” الذي باعه إلى جوجل. بيعت نوكيا مقابل 7.2 مليار دولار لمايكروسوفت بعد أن كانت قيمتها أكثر من 125 مليار دولار. وبلاك بيري يقدم لها عروض شراء مقابل 4 مليار دولار بعد أن كانت في يونيو 2008 تقدر بـ 83 مليار دولار. فما السر وراء هذا الانهيار.

الحكمة: إذا توقفت أنت عن الحركة فهذا لا يعني أنك ثابت بل أنك تتراجع لأن الكون سيتحرك من حولك ويتركك خلفه، بلاك بيري ونوكيا ركنا إلى الإنجازات وتوقفا عن التطور مع الزمن، ونتيجة لهذا انتهى وأصبح من الماضي. لذا لابد من أن تطور نفسك دائماً وتتعلم شيئاً جديداً، وإذا مر أشهر بدون أن تضيف إلى قدراتك شيئاً فاعلم أنك عدت إلى الخلف، وإذا مر عام بدون تطور فاحذر فأنت الآن تموت.

لا تسبح مع التيار

القصة: في 9 يناير 2007 صعد ستيف جوبز على المسرح وتحدث عن منتج جديد وهو الآي فون، سخر العالم منه وخاصة “ستيف بالمر” المدير التنفيذي لمايكروسوفت والذي كان مجمل كلامه بمعنى “من المجنون الذي قد يشتري هذا الـ آي-فون” وهذا لأن ستيف جوبز هدم كل شيء يعرفونه وقتها، أزال لوحة المفاتيح الكبيرة واستبدلها بشاشة تعمل باللمس، وبالطبع كانت هناك أجهزة باللمس وقتها لكن جوبز قال لن تكون مثلهم ولن نستخدم القلم “Stylus”. وجميعنا يعلم باقي قصة الآي فون وتغييره العالم إلى اليوم.

الدرس: هناك أشخاص في يوم ما وضعوا قواعد العالم الذي نعيشه الآن، وهذا يعني أنه يمكن أن يكون هناك ما هو أفضل مما وضعوه، فعندما فكر جوبز في الهواتف لم يضع قيود ولم يقل “لكي أصنع هاتف لابد أن يكون بأزرار أو يعمل بقلم”. فكر فقط كيف يصنع هاتف وحرر نفسه من جميع القيود وهنا جائت المفاجئة.

إذا واجهتك أي مشكلة لا تقل “لابد أن أحلها عن طريق المشي في هذا الطريق” لا تقيد نفسك بطريق بل فكر فقط في حلها. وتذكر أن السمك الميت هو وحده الذي يسبح مع التيار.

لا عداوات مطلقة

القصة: من الشركة التي تعتمد عليها أبل في صناعة معالجها الرائع الجديد, أنها أحد الشركات التي التي تزود أبل بشاشات الريتنا لأجهزة الماك بوك. إنها العملاق الكوري “سامسونج“. نفس الشركة التي تعتبر عدو أبل ومنافس أجهزتها جميعاً وأيضاً نفس الشركة التي ترفع عليها أبل عشرات القضايا وتغرمها مئات الملايين من الدولارات. فما السر وكيف تفكر أبل في التعاون مع عدوها؟ وكيف تقبل سامسونج ببيع معالجات وشاشات لتطوير أداء أجهزة أبل؟

الدرس: إذا علمنا أن أبل تبيع أكثر من 250 مليون جهاز ذكي سنوياً (آي فون وآي باد وآي بود تاتش وتلفاز) وأن تكلفة المعالج 20 دولار أي عائدات 5 مليار دولار، بالإضافة إلى شاشات الريتنا وغيره سنعلم لماذا تقبل سامسونج البيع لأبل، لأن عدد المشترين ضخم وسيعود بالمنفعة لها أيضاً. وإذا علمنا أن سامسونج هى أكبر مصنع للمعالجات في العالم وثاني أكبر مصنع لشاشات الأجهزة المحمولة (بعد LG) سنعلم أن أبل لن تجد من يواكب ضخامة البيع الخاص بها كما تفعل سامسونج، نعم حالياً تحاول الاعتماد على LG وشارب للشاشات وشركة TSMC في المعالجات لكن الأمر يحتاج إلى وقت طويل. وهذا ما نستفيده من الشركات، فلا يجب أن تجعل عداوتك لشخص أو جهة ما تصل إلى حد إيقاع الضرر بنفسك باتخاذ قرار متسرع بالقطيعة، وتذكر دائماً الأثر الذي يقول “أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما”

لديك مشكلة مادية؟ إذا أنفق المزيد (جوبز)

القصة: في بداية 1997 تعرضت أبل لأزمة مالية ضخمة وقاربت على الإفلاس، وتعلقت الآمال برئيس الشركة الذي تم تعيينة قبل أشهر قليلة بأن ينقذها، وكان قرار الرئيس الجديد هو أن أبل سوف تنفق المزيد من المال لتنقذ نفسها من الإفلاس. إذا قال شخص آخر هذا الكلام غير “ستيف جوبز” لاتهم بالجنون، لكن هذا ما حدث وأقنع جوبز صديقه وخصمة اللدود “بيل جيتس” باستثمار 150 مليون دولار في أبل. والنتيجة أصبحت أبل كما نعرفها الآن. وفي أكتوبر 2009 أعلنت نوكيا عن خسائر لأول مرة، قرر مجلس الإدارة تجاهل هذا الأمر باعتباره مؤقت، وبعدها بأشهر طويلة أعلنوا خطة الإنقاذ وذلك بتقليل الأموال التي تنفق وإغلاق المصانع وتسريح نصف العاملين في الشركة. والنتيجة أصبحت نوكيا كما نعرفها الآن.

التفسير والدرس: إذا أخبرت أحداً أنك تعاني من أزمة مالية فأجاب أن عليك إنفاق المزيد لذهبت بصديقك هذا إلى مستشفي الأمراض العقلية، كيف أعاني من أزمة مالية فأنفق المزيد؟! المنطقي أن أقلل الإنفاق. لكن هذا عكس ما فعلته أبل وجوبز، فكما أوضح لاحقاً بأن تعرضك لخسائر يعني أن إمكانياتك وقدراتك الحالية غير كافية، الحل هو أن تنفق المزيد في الأبحاث والتعليم لتحصل على مهارات جديدة تنمي بها قدراتك فتزيد دخلك، أما إذا قلصت الإنفاق فأنت بالتالي تقلل مهاراتك ويؤدي هذا إلى أن يقل الدخل، فتقلل نفقاتك لتتوافق مع الدخل الجديد فيقل المخصص للتطوير فيقل الدخل أكثر وهكذا حتى ينتهي بك الحالي إلى صفر.

كم منا قرر أن يلغي فكرة أخذ كورسات ودورات تدريبية لأنه يواجهة أزمة مالية ودخلة ينخفض مع الوقت؟ وهل انتهت الأزمة بعد الغاءك للدورات وتطوير نفسك؟! أظنك الآن علمت السبب.

الناس لا تشتري “ماذا” بل تشتري “لماذا”

القصة: لطريقة عرض أبل لمنتجاتها سحر خاص، فمهما كنت تكرهه أبل ومنتجاتها لكنك تستمتع بطريقة العرض والدعايا، لكن هل لاحظت أنه عندما تذكر أبل أن جهازها “الأسرع” فإنها تبرر على “لماذا صنعتها” وكيف أنها ستجعل حياتك أجمل وأفضل. إذا تصفحت موقع أبل الآن وذهبت إلى “فيس تايم” لن تجد أبل تقول أنه الفيس تايم هو الأكثر جودة أو أو بل هناك عبارات مثل”عندما لا يمكنك أن تكون موجوداً هناك فعلى الأقل يمكن أن تكون على الشاشة” وأيضاً “شارك أصدقاءك الأخبار الجميلة أو حتى قل لمن تحب وهو مسافر تصبح على خير” أبل تبيعك الأحاسيس وتجعل من يقرأ يقول “أريد أن أشعر هذا الشعور”. فلماذا تفعل أبل هذا ولما لا تركز على المزايا بشكل أساسي.

التفسير والدرس: مختلف الشركات تربط العميل بها عن طريق المواصفات، وبالتالي إذا وجدت هذه المواصفات في مكان آخر فيمكنه تغيير جهازه بسهولة، أما أبل فتربطهم بمشاعر جميلة -تستخدم أبل عشرات الطرق وليس فقط الكلمات- لذا يتعجب غير مستخدمي أبل لماذا يقف عشاقها بالأيام أمام المتاجر، ولماذا لا يقتنعون أن ميزة “كذا” أفضل في سامسونج مثلاً. لأنه ببساطة من غير المعقول أن تقول لشخص أترك مشاعر راحة نفسية واحصل على هذه العلبة البلاستيكية فهي أفضل من مشاعرك. كما ستجد عدداً كبيراً من مستخدمي أبل عندما ينتقدون الأندرويد فإنهم بجانب “غير آمن وبطيء وو” يذكرون “لم أرتاح معه، شعرت أن هناك شيء ناقص، غير جميل”. ومن هنا نتعلم أنه إذا أردت بناء روابط قوية مع من حولك من أفراد أسرتك أو عائلتك أو حتى عملاء شركتك فلا تجعل أبل الرابط شيء مادي فإذا حصلوا عليه من مكان آخر تركوك، بل أجعل الرابط احساس ومشاعر لن يمكنهم الحصول عليها في مكان آخر سواك.